دراسة عن صفحات منسية من نضالات أبناء المقاطرة
DOI:
https://doi.org/10.59325/sjhas.v5i1.88الكلمات المفتاحية:
منسية - نضالات -الحواشبالملخص
في الوقت الذي سَقطت فيه مَناطق لواء تعز بيد قوات الإمام يحيى حميد الدين (1869 – 1948م) تباعًا، قاومت المَقاطرة وقلعتها الحصينة ذلك التوغل، وسجلت صفحات ساطعة من النضال بلا مُساومة، وهي الصفحات التي كَرَّس الباحث جُهدة لكشفها، بأسلوب سردي مُكثف، ومُختزل، مُعتمدًا على عشرات المَراجع التي وثقت لتاريخ تلك الحقبة، غير شهادات أحفاد بعض من عايشوها.
ابتدأ الباحث دراسته باستعراض المُقدمات التي مَهدت لانتفاضة أبناء المقاطرة، وغيرهم، ناثرًا تفاصيل صمودهم الأسطوري، وكيف استغلوا تضاريس بلادهم الوعرة في مُقاومة القوات الإمامية، وكيف صمدوا على مدى عامين في وجه تلك القوات المَسنودة بالمدافع، وكيف تسببت خيانة أحد رجالات الدين في هزيمتهم، وكيف فضل بعضم الموت على الأسر، وكيف اقتيد 250 منهم إلى صنعاء، وهم يحملون رؤوس قتلاهم، في رحلة مُذلة استغرقت شهرًا كاملًا.
وبما أنَّ القبيطة مُجاورة للمقاطرة، وتاريخهما مُشترك، فقد عَرَّج الباحث أيضًا على صفحة منسية من تاريخ تلك المنطقة، واستعرض يوميات مُقاومة أبنائها للقوات الإمامية التي اجتاحت بعد سقوط قلعة المقاطرة بلادهم، وكيف وقف أبناء الصبيحة والحواشب إلى جانبهم، وكيف مَارس الإماميون في تلك المناطق جرائم حرب شنيعة، وكيف أوقفت الطائرات الإنجليزية الزحف الإمامي نحو الجنوب.
الباحث كشف أيضًا أنَّ مُقاومة أبناء المقاطرة للتواجد الإمامي لم تتوقف عند حدود الانتفاضة السابق ذكرها، فقد أدى الظلم الذي مَارسه الإماميون في حقهم، إلى بروز شخصية حميد الدين الخزفار من بين صفوفهم، الفقيه الصوفي العائد، الذي وقف في وجه ذلك الظلم، وعراه بموضوعية، وخسر لأجل أهدافه المُثلى حياته.
واختتم الباحث دراسته بالتعريج على صفحة مُهمة من تاريخ تعز النضالي، والتي لم تكن في الأصل إلا امتدادًا لانتفاضة المقاطرة، وإنْ بصورة مُغايرة؛ فقد سيطرت عُقدة الذنب على عدد من المشايخ الذين ساهموا - بطريقة مُباشرة أو غير مُباشرة - في إخماد تلك الانتفاضة، وبدأوا يفكرون جديًا في استقلال تعز، وإب، وأسسوا لأجل ذلك أول كيان مُعارض لحكم الإمامة، أسموه (جمعية المشايخ)، إلا أنَّ أمرهم افتضح مُبكرًا، ودفعوا ثمن ذلك حياتهم.
التنزيلات
منشور
كيفية الاقتباس
إصدار
القسم
الرخصة
يحتفظ الباحثون بحقوق النشر. ويتم ترخيص البحوث بموجب ترخيص Creative Commons CC BY 4.0 المفتوح، مما يعني أنه يجوز لأي شخص تنزيل البحث وقراءته مجانًا. وإعادة استخدام البحث واقتباسه شريطة أن يتم الإشارة إلى المصدر الأصلي. تتيح هذه الشروط الاستخدام الأقصى لعمل الباحث وعرضه.